رئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد علي

لماذا يصعب على شركات الطيران الهندية مجاراة عمالقة الربط الجوي العالمي؟

الثلاثاء 30/ديسمبر/2025 - 10:10 ص
الحياة اليوم
محمود السعدي
طباعة

تشير تحليلات حديثة لقطاع الطيران إلى أن شركات الطيران الهندية قد تواجه صعوبة في مجاراة شركات الربط العالمية الرائدة، خاصة ناقلات الشرق الأوسط الكبرى، نتيجة لاختلافات جوهرية في الأولويات التشغيلية، وهيكل الأسواق، والقيود التنظيمية التي تحكم كل طرف.

وبحسب خبراء الصناعة، تقوم شركات الربط العالمية مثل طيران الإمارات، الاتحاد للطيران، والخطوط الجوية القطرية على نموذج تشغيلي يركز بالأساس على نقل الركاب بكفاءة عالية عبر مراكز محورية عالمية، مع تقديم تجربة سفر موحدة ومصقولة تعتمد على معايير خدمة مرتفعة واستثمارات مستمرة في المنتجات والمقصورات. 

وفي المقابل، تركز شركات الطيران الهندية بشكل رئيسي على خدمة الطلب المحلي الهائل داخل الهند، إلى جانب تلبية احتياجات المسافرين الهنود إلى الأسواق الإقليمية والدولية، وهو ما يفرض أولويات مختلفة.

ويُعد التنافس المحلي الحاد أحد أبرز التحديات التي تواجه الناقلات الهندية، حيث تضطر الشركات إلى خوض منافسة شرسة فيما بينها للحفاظ على حصصها السوقية، قبل التفرغ لمواجهة المنافسة الدولية. 

كما ويؤدي هذا الواقع إلى ضغوط كبيرة على الهوامش الربحية، ويحد من قدرة الشركات على الاستثمار في تحسين تجربة السفر أو تطوير منتجات فاخرة تنافس المعايير العالمية.

كما يواجه القطاع في الهند إطارًا تنظيميًا صارمًا، يصفه محللون بأنه يكرّس ثقافة "الذنب المفترض"، ما يفرض أعباء زمنية ومالية كبيرة على شركات الطيران للامتثال للمتطلبات التنظيمية، ويؤدي في كثير من الأحيان إلى بطء في اتخاذ القرار وتشجيع ممارسات تشغيلية أقل كفاءة مقارنة بالأسواق الأكثر مرونة.

من جهة أخرى، يشير الخبراء إلى أن غالبية المسافرين في السوق الهندية شديدة الحساسية للأسعار، وتضع عامل التكلفة المنخفضة في مقدمة أولوياتها على حساب جودة الخدمة أو التجربة المميزة. 

ويحد هذا السلوك الاستهلاكي من الحوافز لدى شركات الطيران للاستثمار بكثافة في التميز الخدمي أو المقصورات الفاخرة، على عكس ما هو شائع في أسواق الربط العالمية.

ويرى مراقبون أن سقف التوقعات لدى شريحة واسعة من الركاب غالبًا ما يكتفي بمستوى "الكفاية" بدلاً من المطالبة بأعلى المعايير، وهو ما ينعكس بدوره على توجهات شركات الطيران واستراتيجياتها طويلة الأمد.

كما تعتمد معظم الناقلات الهندية بشكل شبه كامل على الطاقم المحلي، في حين تستفيد شركات الربط العالمية من تنوع واسع في مصادر الكفاءات البشرية الدولية، ما يمنحها ميزة إضافية من حيث اتساق الخدمة، ونقل الخبرات، وتعزيز الابتكار داخل المقصورة وخارجها.

وفي ظل هذه المعطيات، يحذر محللون من أن المقصورات الممتازة لدى بعض شركات الطيران الهندية قد تتحول إلى مجرد تحسينات في المساحة والمقاعد، دون أن ترقى إلى منتجات متكاملة طموحة تعكس تجربة فاخرة حقيقية. 

وبشكل عام، يبدو أن النموذج السائد يقترب أكثر من ناقل منخفض التكلفة يقدم قيمة سعرية، بدلاً من نموذج الرفاهية والخدمة الشاملة الذي تتبناه شركات الربط العالمية.

وتؤكد هذه التحديات أن قدرة شركات الطيران الهندية على منافسة عمالقة الربط الجوي عالميًا ستظل مرتبطة بمدى قدرتها على إعادة التوازن بين السعر والجودة، وتطوير نماذج تشغيلية أكثر مرونة، دون الإخلال بخصوصية السوق الهندية ومتطلباتها.

لماذا يصعب على شركات الطيران الهندية مجاراة عمالقة الربط الجوي العالمي؟
لماذا يصعب على شركات الطيران الهندية مجاراة عمالقة الربط الجوي العالمي؟
                                           
ads
ads
ads