رئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد علي
ads

فيديو| ذكرى وفاة علي مبارك أبي التعليم ومؤسس القاهرة الخديوية

الجمعة 13/نوفمبر/2020 - 11:02 م
علي مبارك
علي مبارك
عاطف عبد الفتاح صبيح
طباعة


يوافق يوم 14 نوفمبر ذكرى وفاة علي مبارك أبي التعليم ومؤسس القاهرة الخديوية. ففي مثل هذا اليوم رحل علي مبارك عن عالمنا، تاركا وراءه إنجازات ضخمة، أحدثت نهضة تعليمية وحضارية بمصر.

ولد علي مبارك في قرية برنبال مركز منية النصر حاليا، وكانت وقتها مركز دكرنس بمحافظة الدقهلية عام 1823م، من أسرة مرفهة.

كان ميلاد علي مبارك فرحا لكل أهل القرية، التي جاءت تجامل أباه بوصفه من الأعيان، خاصة أنه كان أول مولود ذكر، فلم تكن أمه تنجب سوى بنات.

نبوغ في طفولته المبكرة

تعلم علي مبارك مبادئ القراءة والكتابة، وظهر نبوغه المبكر، فالتحق بمدرسة الجهادية بقصر العيني عام 1835م، وكان في الثانية عشرة، وهي مدرسة داخلية يديرها نظام عسكري صارم، وبعد عام من دخوله المدرسة، حلت محلها مدرسة الطب، فانتقل علي مبارك مع زملائه إلى المدرسة التجهيزية بأبي زعبل، وكان نظام التعليم بها أحسن حالاً وأكثر تقدمًا من مدرسة القصر العيني. وحفظ القرآن الكريم على يد الشيخ أحمد أبي خضر، وتم اختياره ضمن المتفوقين للالتحاق بمدرسة المهندسخانة في بولاق عام 1839 م، وبقي بها خمس سنوات، تعلم فيها الجبر والهندسة والكيمياء والمعادن والجيولوجيا والميكانيكا والفلك، وغيرها من العلوم، وتخرج عام 1844 م.

بعثة علمية مع 4 أمراء

ونظرا لشدة نبوغه تم اختياره في بعثة علمية لفرنسا عام 1849 مع أربعة من أمراء أسرة محمد علي، منهم الخديو إسماعيل،والتحق بالجيش الفرنسي، حتى أمر عباس الأول عندما تولى الحكم بعودته إلى مصر.

تأسيس مشروعا تعليمي قومي

عمل بعد عودته بالتدريس، ثم التحق بحاشية عباس الأول، وأشرف على امتحان المهندسين وصيانة القناطر الخيرية، وكلفه عباس الأول بعمل مشروع تعليمي قومي، وولاه نظارة مدرسة المهندسخانة وديوان المدارس، فاشترك مع لجنة علمية في تأليف الكتب المدرسية، وأنشأ مطبعة بولاق لطباعة الكتب المدرسية، وهي موجودة حاليا بمكتبة الإسكندرية، وتابع شئون الطلاب من مأكل وملبس ومسكن، واهتم بتعليم اللغة الفرنسية للخريجين؛ حتى يكونوا متواصلين مع العلوم الحديثة وقتها.

سعيد باشا يستجيب للوشاة

عندما تولى سعيد باشا الحكم في عام 1854 استجاب لكلام الوشاة، وعزل علي مبارك من منصبه ومن نظارة مدرسة المهندسخانة، وألحقه بالقوات المصرية التي تشارك مع القوات العثمانية في حرب القرم ضد روسيا، والتي انتهت بانتصار العثمانيين، وكانت مصر وقتها تابعة للدولة العثمانية.

مفاوض في حرب الأناضول

أقام علي مبارك سنتين ونصفا في تركيا، تعلم خلالها اللغة التركية، واشترك في المفاوضات بين الروس والعثمانيين، ثم أشرف على الشئون الإدارية للقوات العثمانية المحاربة في الأناضول، وأقام مستشفى عسكريا هناك؛ لعلاج الأمراض التي انتشرت بين الجنود، نتيجة سوء الأحوال الجوية.

ولما عاد إلى مصر، فوجئ بأن سعيد باشا فصل الجنود العائدين من تركيا، وكان من ضمنهم.

نظارة ديوان المدارس

قرر علي مبارك الرجوع إلى بلدته برنبال والعمل بالزراعة، لكن صدر قرار بعودته إلى ديوان الجهادية، ثم التحق بمعية سعيد في وظيفة لا تليق به وبكفاءته، وعندما طلب سعيد من أدهم باشا الإشراف على تعليم الضباط وصف الضباط القراءة والكتابة والحساب، سأل أدهم باشا علي مبارك أن يرشح له معلمين أكفاء، فرشح علي مبارك نفسه، فتعجب أدهم باشا كيف من تولى نظارة ديوان المدارس يقبل العمل مدرسا للقراءة والكتابة!

فأسند إليه الإشراف على المشروع، فوضع المناهج وطريقة التعليم، ثم أضاف إلى المواد علم الهندسة، وألف فيه كتابا بعنوان "تقريب الهندسة"، وبهذا حوَّل فصول محو الأمية إلى ما يشبه كلية الحربية. وكان المقابل هو قرارا من سعيد باشا بفصله عام 1862.

باني القاهرة الخديوية

وبمجرد تولي الخديوِ إسماعيل الحكم في عام 1863، وكان زميل علي مبارك في البعثة الفرنسية، ويعرف قيمته العلمية، فاستدعاه على الفور، وألحقه بحاشيته، وأسند إليه مشروعه العمراني الضخم إعادة تنظيم القاهرة الخديوية التي نراها الآن، من شق الشوارع الواسعة، وإنشاء الميادين، وإقامة المباني والعمائر العثمانية الجديدة، وإمداد القاهرة بالمياه وإضاءتها بالغاز، وذلك التخطيط بقي شاهدا على عبقرية المهندس المبدع علي مبارك.

حل النزاع بين الحكومة وشركة قناة السويس

كما أسند الخديوِ إسماعيل له نظارة القناطر الخيرية، فحل مشاكلها،  وجعل المياه تتدفق إلى فرع النيل الشرقي، فترتوي لتحيي الأراضي، وتثمر، فكافأه الخديوِ بأن منحه 300 فدان، ثم اختاره لتمثيل مصر في النزاع الذي وقع بين الحكومة المصرية وشركة قناة السويس، ونجح في فض النزاع، وتم تكريمه من مصر وفرنسا، وجمع بين نظارة المدارس والقناطر الخيرية، وأصدر لائحة لإصلاح التعليم اشتهرت بلائحة رجب سنة 1284 هـ = 1868 م، التي عممت التعليم الابتدائي في جميع ربوع مصر،وفرض هيمنة الدولة على المدارس الأجنبية؛ حفاظا على الهوية المصرية، وفي عام 1870 أنشأ الكتبخانة (دار الكتب المصرية)، ثم ولاه الخديوِ إسماعيل ديوان الأشغال العمومية، وإدارة السكك الحديدية، ونظارة عموم الأوقاف، والإشراف على الاحتفال بافتتاح قناة السويس.

أول وزير لثلاث وزارات

ومع بداية تأسيس الوزارات عام 1878 تولى علي مبارك ثلاث وزارات: الأوقاف والمعارف والأشغال العمومية، وأنشأ علي مبارك كلية دار العلوم 1872، وبعدها بعام أنشأ أول مدرسة مصرية لتعليم البنات              

ورحل عن عالمنا في نفس شهر ميلاده، وبالتحديد يوم 14 نوفمبر عام 1893.


وقدمت قناة مكتبة الإسكندرية على يوتيوب فيلما وثائقيا رائعا عن علي مبارك، لمشاهدة الفيلم اضغط هنا

                                           
ads
ads
ads