اختتام أعمال النسخة الثالثة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين (صور)
الجمعة 24/يونيو/2022 - 06:28 م
رشا ثابت
طباعة
انتهت بنجاح فعاليات النسخة الثالثة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين والتى انعقدت بالقاهرة على مدار يومى 21 و22 يونيو، حيث استهلت النسخة أعمالها برسالة مسجلة من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، تلتها رسالة من كل من سكرتير عام الأمم المتحدة ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى. وحضر الاجتماع وزراء وكبار مسؤولين من مصر وإفريقيا وعلى رأسهم من الدول الأفريقية وزيرة خارجية السنغال التى تترأس بلادها حاليا الاتحاد الإفريقى، فضلا عن وزيرى زراعة كوت ديفوار وبناء السلام بجنوب السودان، وذلك بالإضافة إلى وفد من كبار مسئولى الاتحاد الإفريقى برئاسة مفوضة الزراعة والبيئة المستدامة، وكذلك من الأمم المتحدة ممثلة فى الدكتورة غادة والى مدير مكتب الأمم المتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة. كما شارك مسؤلون من المنظمات والتجمعات الإفريقية ومؤسسات التمويل الدولية والإقليمية والمنظمات الدولية فضلا عن ممثلين من المجتمع المدنى ومراكز الأبحاث والقطاع الخاص.
هذا وشددت النسخة الثالثة على ضرورة استمرار إيلاء تحديات السلم والتنمية فى إفريقيا أولوية متقدمة لدى المجتمع الدولى، خاصة فى ظل المخاطر المتتالية والأزمات المتداخلة التى تواجه القارة وعلى رأسها أزمة الغذاء العالمى وتغير المناخ، فضلا عن استمرار تأثير تداعيات جائحة كورونا وظاهرة التطرف والإرهاب. ومن ناحية أخرى، ساهمت الحوارات التى دارت خلال المنتدى فى التأكيد على أهمية الدفع قدما بأجندة التعاون بين الدول الإفريقية فى عدد من المجالات من خلال تبادل الخبرات واستخلاص الدروس المستفادة من تجاربها والعمل على تطوير استجابات إفريقية شاملة للمخاطر والأزمات المتشابكة تعزز الملكية الوطنية.
فى هذا السياق، تناولت النسخة الثالثة من المنتدى تداعيات تغير المناخ على جهود تحقيق السلم والأمن والاستقرار فى إفريقيا، وجرت مناقشة متعمقة حولها فى جلسات المنتدى ركزت على سبل تعزيز العلاقة بين تدابير التكيف مع تغير المناخ وبناء السلام وكيفية تطوير حلول طويلة الأجل لمسألة النزوح نتيجة للتغيرات المناخية والتصدى لآثار تغير المناخ على نظم الأمن الغذائى والمائى والطاقة. وتم التأكيد خلال المناقشات على أهمية تنفيذ الالتزامات الدولية بما فى ذلك تقديم الدعم اللازم للدول الإفريقية للتصدى لتغير المناخ، وخاصة مضاعفة التمويل فى مجال التكيف. ومن هذا المنطلق، كانت النسخة الثالثة محطة هامة على طريق انعقاد الدورة 27 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ بشرم الشيخ فى نوفمبر القادم، حيث سيتم النظر فى ضوء المناقشات التى تمت خلالها فى كيفية تعزيز تناول موضوعات تغير المناخ والسلم والتنمية وفقا للأولويات الإفريقية.
من جانب آخر، تصدرت جهود مكافحة الإرهاب جدول أعمال المنتدى باعتبار أنها تأتى على رأس القضايا التى تواجه القارة الإفريقية على الصعيد الأمنى، واستنادا إلى التجربة المصرية الناجحة فى هذا المجال. وفى هذا السياق، تم إطلاق تقرير رائد أعده مركز القاهرة الدولى لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام، بصفته سكرتارية المنتدى، حول التحديات الراهنة التى تواجه جهود مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف فى نيجيريا فى ضوء زيارة ميدانية قام بها فريق من المركز فى شهر ديسمبر الماضى شملت ولاية Borno والتى تقف فى خط الدفاع الأول فى مواجهة كثافة أعداد المنشقين العائدين والسابق انتمائهم لتنظيم بوكو حرام الإرهابى، وتحظى تجربتها فى التعامل معهم باهتمام إفريقى ودولى كبير. وشارك فى الجلسة ذات الصلة وفد نيجيرى رفيع المستوى ضم حاكم ولاية Borno ومسؤولين من الحكومة الفيدرالية. ويعكس التقرير الحرص على متابعة تنفيذ استخلاصات منتدى أسوان المتعلقة بالمقاربة الشاملة للتصدى للإرهاب بشكل عملى والانخراط على أرض الواقع وبما يسهم فى إثراء نقاشات المنتدى.
وعلى غرار السنوات الماضية، تطرق منتدى أسوان إلى سبل دفع جهود بناء السلام وإعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات فى ضوء ريادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى لهذا الملف على الصعيد الإفريقى، وإطلاق نشاط مركز الاتحاد الإفريقى ذى الصلة، والذى تستضيفه مصر، فى شهر ديسمبر الماضى. وتم فى هذا السياق التأكيد على أهمية بناء المؤسسات القادرة على مواجهة المخاطر المتتالية وزيادة التمويل المخصص لبناء السلام بحيث يكون أكثر استدامة.
وتميزت النسخة الثالثة كذلك بمشاركة شبابية واسعة حيث عقد فى إطار المنتدى لأول مرة حوار للشباب يجمع بين شباب إفريقى منخرط فى جهود بناء السلام من جانب، وشباب إفريقى يعمل على تنفيذ مبادرات للتصدى لتغير المناخ من جانب آخر، وشهد الحوار نقاشا ثريا حول كيفية تعظيم الاستفادة من الخبرات الشبابية فى مختلف هذه المجالات من أجل بلورة استجابات شاملة لتحديات تحقيق السلام والأمن والتصدى لتغير المناخ، تأخذ فى الاعتبار احتياجات ومساهمات شباب القارة. ومن المخطط تقديم أهم الاستخلاصات الصادرة عن هذا الحوار فى مؤتمر الشباب COY17 ثم خلال مؤتمر COP27 بشرم الشيخ. كما تناولت أعمال النسخة الثالثة العديد من الموضوعات المتصلة بأجندة المنتدى تم مناقشتها فى جلسات حول دور المرأة فى دعم قدرة المجتمعات الإفريقية على الصمود وتحديات السلم والتنمية فى البحر الأحمر، والشراكة بين الاتحاد الإفريقى والأمم المتحدة فى عمليات السلام بالتعاون مع منتدى التحديات العالمى والعلاقة بين تغير المناخ والأمن فى منطقة الساحل بالتعاون مع المنظمة الدولية للفرانكفونية، وتعزيز ثقافة السلام فى القارة الإفريقية بالتعاون مع بينالى لواندا لثقافة السلام فى إفريقيا الذى تنظمه انجولا واليونسكو والاتحاد الإفريقى.
كما تجدر الإشارة إلى انضمام شركاء جدد لمنتدى أسوان خلال النسخة الثالثة وعلى رأسهم الاتحاد الأوروبى والبنك الدولى وذلك إلى جانب مجموعة من الشركاء الحاليين للمنتدى تشمل اليابان والسويد والبنك الإفريقى للتنمية كشركاء استراتيجيين، والمنظمة الدولية للهجرة كشريك داعم، وبرنامج الأمم المتحدة الانمائى كشريك مؤسسى فضلا عن هيئة الأمم المتحدة للمرأة وشركة تويتر العالمية، بالإضافة إلى عدد من منظمات وبرامج الأمم المتحدة والمحافل الدولية ومراكز الأبحاث ضمن شركاء المعرفة للمنتدى. وقد أعرب المشاركون فى المنتدى عن تقديرهم لحرص مصر على عقد النسخة الثالثة فى هذا التوقيت الهام، وإتاحة هذه المنصة التى أصبحت محطة سنوية هامة تعزز من أجندة العمل الأفريقى وتساهم فى تفعيل التعاون الأفريقى المشترك بين دول القارة.
هذا ومن المنتظر أن تتبلور نتائج المنتدى ونقاشاته الثرية فى مجموعة من الاستخلاصات التى يتم البناء عليها ومتابعة تنفيذها فى إطار دورة العمل المتكاملة التى تتبناها سكرتارية المنتدى والتى تبدأ فور انتهاء أعمال النسخة الحالية، وذلك حرصا على أن يكون لمخرجات المنتدى أثرا ملموسا لدفع جهود تحقيق السلام والتنمية فى إفريقيا وضمان استدامتهما.