رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد همودى

مؤتمر إفريقي يشيد بتجربة «حياة كريمة» لتطوير الريف المصري وتحسين حالة الأمن الغذائي

الجمعة 04/أغسطس/2023 - 01:17 م
الحياة اليوم
طباعة

أشاد المشاركون في المؤتمر الإفريقي الدولي حول دور الشباب في الأمن الغذائي الإفريقي في مدينة مرسى علم بمحافظة البحر الأحمر خلال الفترة من 3 – 6 أغسطس بالتعاون بين الدول الإفريقية، بتجربة مصر لتطوير الريف «حياة كريمة» وتحسين حالة الأمن الغذائي، والتحالف الوطني للعمل الأهلي والتنموي، ومبادرة «ازرع» لدعم صغار المزارعين في مختلف المحافظات وخاصة في مجال التوسع في زراعة المحاصيل الإستراتيجية مثل القمح والذرة والأرز وفول الصويا.

وشدد المشاركون في المؤتمر في الجلسة الافتتاحية علي أهمية زيادة حجم التبادل التجاري وتبادل الخبرات في القطاع الزراعي لزيادة إنتاجية المحاصيل لتوفير احتياجات الشعوب الإفريقية من الغذاء والاستفادة من الموارد المائية والأرضية بدول القارة لخدمة شعوبها في مواجهة التحديات العالمية الناتجة عن مخاطر التغيرات المناخية وانعكاسها علي حالة انعدام الأمن الغذائي.

وقال الدكتور سيد خليفة الأمين العام لاتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة ونقيب الزراعيين المصريين في كلمته أمام المؤتمر الذي نظمته نقابة المهن الزراعية واتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة ومنظمة «أكساد» التابعة لجامعة الدول العربية بمشاركة نقابة المعلمين إن هذا المؤتمر يأتي في إطار انتماء مصر الإفريقي، وحرصا على توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي على توطيد العلاقات المصرية الإفريقية مع المجتمع المدني الإفريقي بكل فئاته وخصوصا المجتمع المدني الزراعي والذي يمثل شباب الزراعيين الأفارقة والمرأة الريفية الإفريقية ودورها في التنمية الإفريقية.

وأضاف «خليفة»، أن وزارة الزراعة المصرية وفقا لرؤية الدولة المصرية تضع إمكانياتها البحثية والفنية والإدارية فى خدمة قضايا التنمية الزراعية المستدامة وتحقيق الأمن الغذائي في الدول الإفريقية حيث تمتلك الوزارة أكبر مركزين بحثيين في الشرق الأوسط وإفريقيا هما مركز البحوث الزراعية ومركز بحوث الصحراء.

كما أن المركز المصري الدولي للزراعة بالوزارة يقدم منحاً تدريبية لشباب الباحثين والمهندسين الزراعيين من الدول الإفريقية للتدريب على أحدث التكنولوجيات الزراعية كما أن لمصر عددا من المزارع البحثية والإرشادية والإنتاجية النموذجية المشتركة فى عدد من الدول الإفريقية الشقيقة وتستهدف الوزارة في الفترة القادمة إنشاء مزارع جديدة فى دول إفريقية أخرى كأحد السبل لتعزيز التعاون الزراعي بين مصر والدول الإفريقية.

وأشاد أمين اتحاد الزراعيين الأفارقة بنموذج التحالف الوطني للعمل الأهلي والتنموي في مصر من خلال المبادرات التى يتم تنفيذها ومنها مبادرة «ازرع»، لتحقيق الأمن الغذائي في مصر، فضلا عن الاستفادة من الميزة النسبية لدي القارة الإفريقية بما تمتلك من موارد طبيعية وبشرية ضخمة حيث لديها حوالي ٩٢٠ مليون هكتار صالحة للزراعة تمكن من تنفيذ طموحات شعوب القارة في الأمن الغذائي، وتمتلك موارد بشرية حوالي 1.4 مليار نسمة والشباب يشكل منها ٦٠%،  موضحا أن أحد أهم أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة هو القضاء على الجوع وتوفير الأمن الغذائي وتعزيز الزراعة المستدامة.

وأوضح «خليفة»، أنه تم تقسيم أجندة التنمية في إفريقيا حتي عام 2063 إلي ثلاثة مستويات هي خطة قصيرة المدي والتي يمكن تنفيذها خلال 10 سنوات وخطة متوسطة المدي والتي يمكن تنفيذها خلال من 10 إلي 25 عاما وخطة طويلة المدي والتي يمكن تنفيذها خلال من 25 إلي 50 سنة.

وتابع أنه تم تحديد مشروع خطة التنفيذ للسنوات العشر الأولي لأجندة 2063 ) 2013- 2023 ) ، مشيرا إلي أن الدول الإفريقية تواجه في سبيل تحقيق هذه التطلعات والأهداف العديد من التحديات المحلية والإقليمية والدولية.

وأشار أمين عام اتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة إلى أن القارة تعاني من قصور في البنى التحتية ونقص في التمويل والاستثمار وضعف في التكنولوجيات الحديثة وفجوة في الغذاء والتي تبلغ حوالي 50 مليار دولار سنوياً، كما أن هناك حوالي 224 مليون نسمة يعانون من نقص وسوء التغذية، موضحا أن حوالي نصف الأرض الصالحة للزراعة غير مستغل كما أن التجارة البينية بين الدول الإفريقية لا تتعدى 15% من إجمالي التجارة الإفريقية.

ولفت «خليفة»، إلى أنه على المستوى الإقليمي والدولي تواجه الدول الإفريقية تحديات وأزمات أثرت علي الأمن الغذائي الإفريقي منها جائحة كورونا والتغيرات المناخية والأزمة الروسية الأوكرانية والتصحر وندرة المياه والتنوع البيولوجي، موضحا أن هذه التحديات والأزمات التي أثرت على إمدادات الغذاء والطاقة ومستلزمات الإنتاج الزراعي كالأسمدة والأعلاف أدت إلى الارتفاع الشديد في الأسعار العالمية لهذه السلع.

وقال أمين عام اتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة إنه من أجل مواجهة هذه التحديات والأزمات وتحقيق تطلعات وأهداف أجندة التنمية في إفريقيا 2063، فإن الدول الإفريقية كل على حدة تنفذ إستراتيجيات وسياسات وخططا وبرامج ومشروعات وطنية على طريق تحقيق التنمية المستدامة وتوفير فرص العمل والقضاء على الفقر والجوع وتحقيق الأمن الغذائي وزيادة الصادرات وتحسين دخول ومستوى معيشة المواطنين .

وشدد «خليفة»، علي ضرورة التنسيق والتعاون والتكامل بين الدول الإفريقية والتخصص في الإنتاج وفقاً للمزايا النسبية والتنافسية وبما يحقق الاستخدام الأمثل والمستدام للموارد الاقتصادية المتاحة في إفريقيا ومع تشجيع التجارة البينية بين الدول الإفريقية لتصل إلى حوالي 40% في إطار منطقة التجارة الحرة الإفريقية والتي تم إطلاقها عام 2019 أثناء تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الاتحاد الإفريقي، والتنسيق والتعاون والتكامل بين الدول الإفريقية مجالات تبادل المعارف والخبرات والدعم الفني وبناء القدرات ونقل التكنولوجيا وإقامة المشروعات الاستثمارية المشتركة فى كافة القطاعات الاقتصادية الإنتاجية والخدمية.

وأشاد أمين عام اتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة بحرص القيادة السياسية في جمهورية مصر العربية وفى جميع المحافل والمناسبات الدولية والإقليمية والوطنية على ضرورة دعم قضايا التنمية المستدامة في إفريقيا كما أن مصر تضع إمكانياتها فى خدمة إعادة الإعمار واستكمال البنى التحتية في إفريقيا ودعم قضايا التنمية والأمن والسلم والاستقرار في إفريقيا.

وأوضح «خليفة»، أن صوت مصر وإفريقيا كان واضحاً ومسموعاً فى مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP27 والذي استضافته وترأسته مصر وعقد في مدينة السلام في شرم الشيخ في الفترة من 6 - 19 نوفمبر 2022 والذي نجح ولأول مرة منذ بدء مؤتمرات المناخ فى عام 1992 في تحقيق موافقة جميع الأطراف على إنشاء صندوق لتعويض الخسائر والأضرار التي تلحق بالدول النامية والإفريقية من آثار التغيرات المناخية.

وشدد أمين اتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة على أن مصر أطلقت وبالتعاون مع الدول الإفريقية أثناء مؤتمر المناخ في شرم الشيخ العديد من المبادرات المشتركة في مجالات الاقتصاد الأخضر والمياه والغذاء والطاقة الجديدة والمتجددة.

ولفت إلى أن مصر أطلقت مبادرة حياة كريمة لإفريقيا على غرار حياة كريمة المصرية والتى تستهدف تطوير البنية التحتية والنواحي الاقتصادية وتحسين دخول ومستوى معيشة حوالي 58 مليون مواطن أكثر من نصف سكان (مصر) فى حوالي 4500 قرية وتوابعها باستثمارات تقدر بحوالي 700 مليار جنيه خلال ثلاث سنوات.

 ولفت «خليفة»، إلى أهمية مبادرة وزارة الزراعة المعروفة باسم مبادرة FAST أو التحول المستدام للغذاء والزراعة وما يتطلبه ذلك من تمويل لتنفيذ السياسات اللازمة لإقامة نظم زراعية وغذائية مستدامة لمواجهة آثار التغيرات المناخية وتشجيع ودعم المزارعين وخاصة صغار المزارعين علي تطبيق نتائج البحث العلمي والتكنولوجيات الزراعية والممارسات الزراعية الجيدة والزراعة الذكية وذلك للتخفيف من والتكيف مع آثار التغيرات المناخية.

 

                                           
ads