حوار خاص مع المدير الإقليمي لـ«الفاو» يتحدث فيه عن مخاف تزايد الانبعاثات الكربونية وانخفاض الأمطار.. وآفات زراعية تهدد الأمن الغذائي
الأحد 03/ديسمبر/2023 - 10:49 م
حوار: مــي النجار
طباعة
منظمة الأغذية والزراعة العالمية «الفاو»:
ـ مخاوفه من تزايد الانبعاثات الكربونية بحلول 2030 لنحو 110%..وآمال كبيرة على ""Cop28 لإنقاذ سلة غذاء العالم:
ـ عبد الحكيم الواعر: تقلبات المناخ وانخفاض الأمطار لـ 25% .. والآفات الزراعية تهدد الإنتاج الغذائي بشمال إفريقيا ودول آسيوية
كثيرة هي المخاوف التي تلقي بظلالها على الإنتاج الزراعي وبالتالي على الأمن الغذائي العالمي، بسبب التغيرات المناخية المتسارعة في السنوات القليلة الأخيرة، ولهذا تظل مشكلة الاحتباس الحراري القضية الأكثر اهتماما للعالم كله، لتفادي آثارها الضارة والعمل على خفضها، دون تجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية، خاصة فيما يؤثر على قطاع الزراعة، وغذاء الدول النامية.
وتوقع عبد الحكيم الواعر المدير الإقليمي للشرق الأدنى وشمال إفريقيا لمنظمة الأغذية والزراعة العالمية " الفاو"، أن يكون مؤتمر الأمم المتحدة المعنى بتغير المناخ (COP 28) الذي إنطلق الخميس الماضي بدبي ويستمر حتى 12 ديسمبر الحالي، حدثًا محوريًا في المسعى العالمي لمعالجة أزمة المناخ، وتأمين الموارد الغذائية للأجيال الحالية والمستقبلية، موضحاً أن قادة العالم والمعنيين بأزمة المناخ هذا العام فى دبي سيقيمون التقدم المحرز في "اتفاق باريس" كجزء من أول تقييم عالمي، مؤكدا أن "الفاو وإستراتيجيتها معنيان تماماً بالحدث المهم، مؤكداَ أن وفد المنظمة، بقيادة المدير العام شو دونيو، متواجدون في قمة " cop28"، إضافة إلى عدد من خبراء المنظمة طوال مؤتمر الأطراف، بما فى ذلك يوم 10 ديسمبر، وهو اليوم المخصص لشئون الأغذية والزراعة والمياه.
وفي حوار خاص لـ «لحياة اليوم» كشف عبد الحكيم الواعر عن التقارير المقرر أن يطلع عليها العالم في مشكلات أنظمة الزراعة، وإلى تفاصيل الحوار:
* هل هناك استراتيجية وآليات جديدة تعتزم الفاو عرضها أو المناداة بها خلال" cop 28" لحماية سلة غذاء العالم؟
بالنسبة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، يعد مؤتمر الأمم المتحدة المعنى بتغير المناخ (COP 28) بمثابة منصة حيوية للحوار التعاونى وتبادل المعرفة وصنع القرار فيما يتعلق بالدور المميز لأنظمة الأغذية الزراعية في المعركة ضد تأثيرات تغير المناخ.
واستطرد الواعر، بأن التأثيرات المحتملة لتغير المناخ على الإنتاج الزراعي لن تعتمد على المناخ في حد ذاته فقط، وإنما ستعتمد على قدرة قطاع الزراعة على التكيف مع التغيرات المناخية، ويعزى ما بين 10-100% من تفاوت الإنتاج الزراعي في الأجل القصير إلى تقلبات الطقس حيث لوحظ انخفاض معدلات سقوط الأمطار في مصر، ودول شمال إفريقيا، والسعودية، والأردن، وسوريا بنسبة (20 إلي 25%) حسب تقديرات بعض الخبراء، الأمر الذي يهدد الأمن الغذائي بهذه الدول بدرجة كبيرة، كما أن تناقص كميات المياه العذبة في البحرين، والسودان، وتونس، والجزائر، والمغرب، والأردن، وسوريا، والإمارات، ستكون له آثار جسيمة على الإنتاج الغذائي وزيادة مخاطر سوء التغذية.
وشدد الواعر، على أن تغير المناخ يهدّد قدرتنا على تحقيق الأمن الغذائي العالمي واستئصال الفقر وتحقيق التنمية المستدامة، ففي عام 2016، نجمت نسبة 31% من الانبعاثات العالمية التي تولّدها أنشطة الإنسان عن النظم الزراعية والغذائية، وتشمل هذه الأنشطة إزالة الغابات، وإنتاج الثروة الحيوانية، وإدارة التربة والمغذيات والفاقد والمهدر من الأغذية.
وقال الواعر، إن منظمة "الفاو" تدعم التخفيف من آثار تغير المناخ من خلال الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري أو منعها، وفي التكيف مع تغير المناخ من خلال مجموعة واسعة من البرامج والمشاريع العملية والقائمة على البحوث، باعتبار ذلك جزءًا لا يتجزأ من خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وأهداف التنمية المستدامة
وعبر عن مخاوفه من تزايد نسبة الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2030 إذا استمر هذا المعدل أن تزيد بنحو 110%.
وتوقع عبد الحكيم الواعر، أن يكون (COP 28) حدثًا محوريًا فى المسعى العالمى لمعالجة أزمة المناخ وتأمين الموارد الغذائية للأجيال الحالية والمستقبلية، وأن المؤتمر سيشهد هذا العام فى دبى تقييم التقدم المحرز فى "اتفاق باريس" كجزء من أول تقييم عالمى.
وشدد على " Cop 28" يعد مثابة منصة حيوية للحوار التعاوني وتبادل المعرفة وصنع القرار فيما يتعلق بالدور المميز لأنظمة الأغذية الزراعية في المعركة ضد تأثيرات تغير المناخ، والمنظمة من جانبها تساهم بالحلول ضمن أنظمة الأغذية الزراعية بشكل مباشر فى العمل المناخى، وتعزيز المرونة والتكيف، والحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، وحماية التنوع البيولوجي، وضمان الأمن الغذائي العالمي.
وأضاف أن منظمة الأغذية والزراعة تدعم بالفعل البلدان فى تقديم الحلول، ومع ذلك، لا يمكن تحقيق تحول في أنظمة الأغذية الزراعية لمعالجة أزمة المناخ إلا من خلال زيادة الاستثمار فى العمل على المستويات المحلية والوطنية والعالمية.
وكشف الواعر، أن "الفاو" ستطلق في المؤتمر أيضًا عدة تقارير منها:
1- المسارات نحو خفض الانبعاث – تقييم عالمى لانبعاث غازات الدفيئة وخيارات التخفيف من أنظمة الأغذية الزراعية الحيوانية، الخسائر والأضرار وأنظمة الأغذية الزراعية.
2 - تمويل التنمية المتعلقة بالمناخ لأنظمة الأغذية الزراعية – الاتجاهات العالمية والإقليمية بين عامي 20000 و.2021
3 - خارطة الطريق العالمية: تحقيق الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة دون تجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية.
• تعتبر الآفات الزراعية أحد أهم المشاكل الزراعية التي تسبب انخفاض الإنتاج الزراعي على المستوى الدولي والمزرعي وهذه الآفات تشكل ضرر كبير بين المزارعين، خاصة الفقراء الذين يعتمدوا على الزراعة في معيشتهم، ما أهم أساليب الوقاية من هجمات هذه الآفات؟
يواجه إنتاج الثروة الحيوانية والمحاصيل في جميع أنحاء العالم تحديات نتيجة التهديدات المستمرة التي تطرحها الأمراض والآفات الحيوانية والنباتية والتي تتسبب بخسائر سنوية هائلة وتؤثر بشدّة على سبل العيش والأمن الغذائي.
وأوضح الواعر، أن تدهور التنوع البيولوجي وتغيّر الظروف الزراعية الإيكولوجية، فضلًا عن ممارسات الإدارة غير الملائمة، يساهمان في انتشار هذه التهديدات بشكل أبعد وأسرع مما كان عليه الحال في أي وقت مضى، ﺑﺎلإضافة إلى ذلك، يمثل تغير المناخ عاملًا كامنًا آخر يؤدي إلى ظهور هذه الآفات والأمراض وانتشارها وخطورﺗﻬا، بما يؤثر بشكلٍ كبيرٍ على المحاصيل والثروة الحيوانية وفي بعض الحالات يؤثر بشدّة على الصحة العامة.
وقال إن طاعون اﻟﻤﺠترات الصغيرة، ومرض الحمى القلاعية، وحمى الخنازير الأفريقية، أمثلة عن هذه الأمراض الحيوانية الفتّاكة التي تؤدي إلى تفاقم الفقر وانعدام الأمن الغذائي، ويؤثر طاعون اﻟﻤﺠترات الصغيرة بوجه خاص على سُبل عيش مربّي اﻟﻤﺠترات الصغيرة، وتعمل منظمة الأغذية والزراعة مع شركائها من أجل استئصال هذا الطاعون بحلول عام 2030.
وأوضح الواعر، أن الجراد الصحراوي يعد أكثر الآفات المضرّة بسبب انتشاره السريع وعلى مسافات شاسعة، وبدأت أكبر موجة انتشار للجراد الصحراوي منذ عقود، مدمّرةً آلاف الهكتارات من الأراضي في شرق أفريقيا، وتوجد أيضًا حالات تفشٍ حادة في جنوب غرب ووسط آسيا وشبه الجزيرة العربية وفي جمهورية إيران ومنطقة البحر الأحمر، كما أن دودة الحشد الخريفية مرض آخر يشكّل مصدر قلق بسبب انتشاره الواسع في أفريقيا وآسيا والشرق الأدنى، وما زال هناك العديد من حالات تفشي آفات وأمراض محددة أخرى تؤثر على الإنتاج والاقتصادات وسبل العيش في مختلف الأقاليم.
وشدد على أن "الفاو" تعمل مع البلدان الأعضاء والشركاء الدوليين والإقليميين على إيجاد الحلول لتنفيذ الاستراتيجيات المنسقة والنهج المشتركة بين القطاعات للحدّ من التأثير الاجتماعي والاقتصادي للآفات والأمراض الحيوانية والنباتية.
وأضاف أن منظمة الأغذية والزراعة، ﺑﻬدف تعزيز الجهود الرامية إلى مكافحة ﺗﺄثير الأمراض والآفات الحيوانية والنباتية، تعمل على عدة محاور منها:
- تعزيز آلياﺗﻬا الخاصة ﺑﺎلحوكمة وبناء القدرات في مجال الصحة الحيوانية والنباتية بشكل كبير لدعم الجهود القطرية والدولية في معالجة التهديدات المتزايدة المتأتية من الآفات والأمراض الحيوانية والنباتية.
- تحسين دورها التنسيقي الاستباقي في تعزيز التعاون العالمي والإقليمي المستدام وفي قيادة تنمية القدرات من أجل تحسين نظم الصحة الحيوانية والنباتية، وبناء قدرة النظم الزراعية والغذائية على الصمود أمام المخاطر المتعددة المترابطة الناجمة عن الآفات والأمراض الحيوانية والنباتية.
- اعتماد خطوات تمهيدية لفهم الدوافع المشتركة التي تؤدي إلى تفاقم الآفات والأمراض الحيوانية والنباتية، وزيادة تكامل الأنشطة لتعزيز فعالية الدعم الذي تقدمه المنظمة للتخفيف من التهديدات على الصحة الحيوانية والنباتية على المستويات كافة.