رئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد علي
ads

صحيفة: سيطرة حزب الله على القرار السياسي اللبناني قد يقود إلى إشعال مزيد من التوتر في الدولة

الثلاثاء 23/يناير/2024 - 04:25 م
الحياة اليوم
مروه الحلفاوي
طباعة
بابتسامة حالمة على وجهها، وقفت ريم حيدر أمام كاميرات قناة المنار، توجه رسالة إل زعيم حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، أن يمنحها عباءته التي كان يرتديها خلال خطاباته المتلفزة في صيف عام 2006 أبان الهجوم الإسرائيلي على لبنان.
كانت هذه الرسالة في نهاية صيف 2006، بعد  مواجهة قاسية استمرت 33 يوماً بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، وبعد انتهاء الحرب التي خرج لبنان منها ملطخا بالدماء مع الكثير من الدمار والضحايا، حصل حزب الله على مكانة كبيرة، باعتباره جيش يدافع عن البلد، واكتسب زعيم التنظيم، حسن نصر الله شهرة واسعة، بحسب ما نشرت صحيفة “لوريون لو جور” اللبنانية الصادرة بالفرنسية.
توضح الصحيفة أنه بعد مرور سبعة عشر عاما على حرب عام 2006، تضائل الحماس تجاه حزب الله في لبنان، وباتت العديد من قطاعات الشعب ترى في الحزب ونصر الله، جزء أساسي من الأزمة الكبيرة التي تعيشها لبنان، موضحة أن ريم حيدر التي وقفت تترجى حسن نصر الله من أجل عباءته، قامت ببيع هذه العباءة للحصول على بعض الأموال من أجل احتياجاتها الأساسية في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية بشكل كبير في لبنان.
يوضح التقرير أن لبنان جراء هذا النفوذ الكبير الذي يحظى به حسن نصر الله، بات يطارد شبح الحروب الماضية ويقف على حافة هاوية جديدة بسبب القرارات الأحادية للـ “السيد”، والتي قد تقود إلى اضطرابات جديدة لا يتحملها لبنان.
واليوم، يقف حسن نصر الله وحيدا وبعيدا عن أي عقاب تجاه أي قرار سياسي أو عسكري يأخذه، قد قاد إلى تدمير منازل وتهجير قرى بأكملها جنوب لبنان، بل وبات يتجاوز القوانين والقرارات البرلمانية.
ينوه التقرير أن مؤسسات البرلمان والحكومة والرئاسة في لبنان باتت مجرد صورية على خلفية اتخاذ نصر الله القرارات من جانب واحد، وهو انحراف صارخ عن الحكم الجماعي الذي شوهد في الدول التي تم إصلاحها حيث يتم تداول قرارات الحرب والسلام في أعلى مستويات السلطة.
ويخشى اللبنانيون أن ينفرد حزب الله بالقرارات الداخلية أيضا ويفرض يده القمعية على المناوئين لقراراته داخل البلاد، فبحسب التقرير فإن المواطنين يتسألون عن جوهر صوتهم وعن وجود الديمقراطية في لبنان، في حين أن نصر الله، في الواقع، هو الذي يملي مسار الدولة.
يلفت التقرير أن الهيمنة المتزايدة للشيعة بقيادة حسن نصر الله، باتت تقلق الطوائف السياسية والدينية الأخرى، لاسيما حزب الكتائب، الذي دخل في حرب تصريحات مع حزب الله، خوفا الاستيلاء العلني على السلطة، وهو ما قد يؤدي إلى إشعال العنف الطائفي مرة أخرى وجذب القوى الأجنبية مرة أخرى.
واختتم التقرير بالقول إنه في دولة حيث صدى صراعات الماضي لا تزال قائمة بشكل مشؤوم، يلوح في الأفق شبح حكم نصر الله الجامح، مما يهدد بتحول قمعي للوضع في لبنان.
                                           
ads
ads
ads