نيويورك تايمز: كل خيارات إسرائيل للرد على الهجوم الإيراني تحمل مخاطرة
ناقش القادة الإسرائيليون، أمس الثلاثاء، أفضل طريقة للرد على الهجوم الإيراني غير المسبوق على إسرائيل، حيث بحثوا مجموعة خيارات لتحقيق نتائج استراتيجية مختلفة، تتمثل في ردع هجوم مشابه في المستقبل، واسترضاء الحلفاء الأمريكيين، وتجنب حرب شاملة.
لكن صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية رأت أن بحث الخيارات التي من شأنها ردع الهجمات في المستقبل أو وقف تصعيد الأعمال العدائية، تحمل جميعها أوجه قصور.
وذكرت "نيويورك تايمز" أن الهجوم الإيراني على إسرائيل، بوابل هائل تضمن مئات الصواريخ الباليستية وتفجير طائرات بدون طيار "درونز"، غير القواعد غير المعلنة في حرب الظل طويلة الأمد بين تل أبيب وطهران، مشيرة إلى أنه في هذا الصراع، كان يتم تجنب توجيه غارات جوية كبيرة مباشرة تنطلق من إيران إلى إسرئيل والعكس.
وقال مسئولون إسرائيليون – طلبوا عدم ذكر اسمهم – إنه بالنظر إلى هذا التغيير، فإن الحسابات التي تقرر بها إسرائيل خطوتها التالية تغيرت أيضاً.
وبينما اجتمعت حكومة الحرب الإسرائيلية لدراسة الرد العسكري، كانت دول أخرى تفرض ضغوطا دبلوماسية على كل من إسرائيل وإيران على أمل خفض تصعيد الصراع.
وجاء الهجوم الإيراني ردا على ضربة جوية إسرائيلية في وقت سابق من هذا الشهر في سوريا، أسفرت عن مقتل قادة عسكريين إيرانيين بارزين. وبحسب "نيويورك تايمز"، كان الهجوم على مبنى السفارة الإيرانية في دمشق مختلفاً عن عمليات الاغتيال السابقة في حرب الظل بين طهران وتل أبيب.
ودمرت الضربة مبنى كان جزءاً من مجمع للسفارة الإيرانية، وهو نوع من المنشآت يحظر عادة شن هجمات عليه. ويزعم مسئولون إسرائيليون أن المبنى كان دبلوماسياً بالاسم فقط، واستُخدِم كقاعدة عسكرية ومخابراتية إيرانية، مما جعله هدفا مشروعا، على حد زعمهم.
ورأى محللون أن إيران، التي أشارت إلى أنها اعتبرت الهجوم خرقا إسرائيلياً لأعراف حرب الظل، شعرت بأنها مضطرة على الرد بقوة، من أجل إرساء الردع.
وقال بعض المسئولين إن تل أبيب لا تريد لإيران أن تستنج أنه يمكنها الآن شن هجمات على إسرائيل رداً على هجوم إسرائيلي على المصالح الإيرانية في بلد ثالث (سوريا)، مما يلخص الجدل الإسرائيلي الداخلي.
وأوضح المسئولون أن إسرائيل لا تريد ولا تستطيع تحمل صراعاً كبيراً مع إيران، بينما لا تزال تخوض حرباً في غزة ومناوشات مع الفصائل الموالية إيران على طول حدودها.
وأشار المسئولون إلى أن أعضاء حكومة الحرب الإسرائيلية المنقسمة يدرسون خيارات مهمة كفية بإرسال رسالة إلى إيران مفادها أن هجمات مماثلة لن تمر مرور الكرام، لكن الرد لن يكون كبير بالقدر الذي يؤدي لإثارة تصعيد كبير.
وبحسب "نيويورك تايمز"، تناول المسئولون الإسرائيليون عدداً من الخيارات للرد على الهجوم الإيراني تتضمن شن ضربة عدوانية على هدف إيراني، مثل قاعدة تابعة للحرس الثوري، في بلد آخر بخلاف إيران، مثل سوريا، موضحة أن العقبة في هذا الاختيار أنه يفتقر إلى تناسب الاستجابة لهجوم مباشر على إسرائيل بهجوم مباشر على إيران.
وأشارت الصحيفة إلى خيار أخر هو توجيه ضربة على هدف رمزي في الغالب داخل إيران، لكن خطوة مماثلة ستتطلب مشاورة الولايات المتحدة، وستخاطر بإغضاب الأمريكيين الذين نصحوا بعدم القيام بمثل هذه الضربة.
كما تحدث المسئولون عن خيار شن هجوم سيبراني على البنية التحتية الإيرانية، موضحين أن من شأن فعل ذلك أن يكشف قدرات إسرائيل السيبرانية قبل الآوان، ولن يكون رداً عينياً على غارة جوية كبيرة.
وأشار المسئولون إلى تسريع الهجمات الصغيرة داخل إيران، بما في ذلك اغتيالات مستهدفة، يشنها جهاز الموساد، لكن المشكلة مع هذا الخيار أن إسرائيل لا تعلن المسئولية عن مثل تلك الهجمات، بالتالي لن يوفر هذا الخيار رد علني مماثل للهجوم الإيراني.
وتتضمن الخيارات الإسرائيلية الأخرى عدم فعل شيء – وهو إجراء يستهدف الاستفادة من التحالف الدولي والإقليمي الذي تعاون في التصدي للهجوم الإيراني وتحويله إلى شيء أكثر صلابة ودائم – أو تبني نهجاً دبلوماسياً أكثر، بحسب ما قاله المسئولون الإسرائيليون.