فريد همودي يكتب| البنك الزراعي يخسر الملايين
الأحد 26/مايو/2024 - 04:49 م
تتميز مصر منذ عصورها القديمة بمحاصيلها وزراعتها المتميزة وظلت هكذا من عصر لأخر وهي تنفرد بمساحة أراضيها الزراعية الكبيرة، وكان هناك دعم كبير من قادة مصر للقطاع الزراعي حتي جاءت لحظة فكر في صالح القطاع ولمواكبة التطور تم إنشاء البنك الزراعي المصري "بنك التنمية والائتمان الزراعى سابقاً" عام 1931، عندما قررت الحكومة المصرية إنشاء أول بنك مصري لتحقيق أهداف التنمية الزراعية والريفية ليعمل على تقديم قروضًا ميسرة للمزارعين، وبموجب مرسوم بقانون رقم "50" والمرسوم الملكي عام 1931، تم إنشاء "بنك التسليف الزراعي المصري" برأسمال قدره "مليون جنيه"، ليكون أول بنك يدعم الزراعة في مصر.
ظل هذا البنك داعماً للفلاح المصري ولخدمته لسنوات، وواجه القطاع تحديات كبيرة في مراحل مختلفة وتجاوز تلك التحديات والكبوات بدعم القيادة السياسية والباحثين والكوادر المصرية المتميزة والبنك الزراعي الذي كان ظهر وسند كبير للفلاح في مراحل حرجة، ومن هنا ندرك أن البنك له دور كبير في مساندة الفلاح والنهوض بالقطاع الزراعي.
وفي هذه السنوات نعيش طفرة كبيرة وملحمة عظيمة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يقود نهضة حقيقية في القطاع الزراعي من خلال استصلاح ملايين الأفدنة وإضافتها للرقة الزراعية بجهود الدولة والقوات المسلحة من خلال جهاز تنمية الخدمة الوطنية الذي يقدم للوطن أعظم هدية وأكبر دعم من أجل التوسع الأفقي والرأسي في الرقعة الزراعية لتأمين الغذاء وسد الفجوة الغذائية وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل المهمة للدولة وأيضا تمكن القطاع من تحقيق طفرة كبيرة في تصدير المنتجات الزراعية كل هذا بجهود وتوجيهات القيادة السياسية، من كل هذا النجاح لا نري دور واضح للبنك الزراعي الذي تغيرت هويته منذ سنوات ليبتعد عن الهدف الذي أنشأ من أجله وهو دعم القطاع الزراعي الأهم في مصر وهو البنك الوحيد الذي يدعم ويمول هذا القطاع.
البنك الزراعي الذي يمتلك 1200 فرع على مستوي الجمهورية ليكون أقرب للفلاح لماذا يحيد عن النص ويتبع سياسات هدفها تغيير هوية البنك والابتعاد عن الهدف الذي تأسس من أجله وهو الدعم المباشر للفلاح والقطاع الزراعي والحيواني.
وأكبر دليل عن هذا.. الإعلان الفاشل للبنك في شهر رمضان الذي كان يسوق مشاريع بعيدة كل البعد عن الزراعة، وبالطبع تكبدت خزينة البنك ملايين الجنيهات من أجل التسويق لهذا الهذي، وتعتبر خسائر بملايين مقابل اللا شيء، وخسائر عملائه الحقيقيين.
أين البنك الزراعي من تمويل المشروعات الزراعية؟
أين البنك الزراعي من برامج دعم الزراعات والمحاصيل المختلفة؟
أين الفكر الجديد لخدمة الزراعة, مثلما تقدم البنوك الأخري برامج تمويلية متميزة للقطاعات المختلفة؟
من الأولي أن يهتم البنك الزراعي المصري بمشروعات الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة التي يتبنها العالم ولا ننظر إليها؟
يوجد في مصر عدد كبير من البنوك يمول المشروعات الصناعية والصغيرة والمتوسطة والمشروعات الكبري والسيارات والعقارات، ولكن لا يوجد سوي البنك الزراعي الذي يمول المشروعات الزراعية، فمن الأولي أن يبتكر ويفكر في برامج تمويلية تخدم القطاع الزراعي ليكون متفرد بها ويخدم القطاع وينهض به ويخدم سياسات البنك التنموية ويرتقي به ماديا.
من المسؤول عن هذا الفشل؟ رئيس مجلس إدارة البنك أم مدير الاتصال المؤسسي أم مدير العلاقات العامة!؟
هذا المقال الأول عن سياسات خاطئة للبنك الزراعي ونسلط الضوء كل يوم أحد علي سلبيات أخري من أجل نهضة حقيقية للقطاع الزراعي والبنك.