نزيف الأسفلت.. أزمة مستمرة
الأحد 06/يوليو/2025 - 07:21 ص

ميريهان حمدي
طباعة
تتحول الطرق المصرية يوميًا إلى مسرح للحوادث المميتة، حيث تُزهق الأرواح وتتناثر الدماء على الأسفلت، وراء كل حادثة، هناك قصة ألم وأسرة تنهار السؤال الذي يطرح نفسه بقوة.. من المسؤول عن هذا النزيف البشري؟ ومن سيحاسب؟.
الطرق المصرية تعاني من مشاكل جمة، فشوارعنا غير ممهدة ومليئة بالحفر والمطبات المفاجئة، غياب الإشارات التحذيرية وسوء الإنارة وعدم وجود تخطيط سليم يجعل الطرق السريعة كمائن موت مفتوحة.. هل ننتظر كل يوم ضحية جديدة حتى نتحرك؟!
كارثة أخرى أخطر من حالة الطرق، وهي السائقين أنفسهم لا توجد رقابة حقيقية على تعاطيهم للمخدرات، وتحليل المخدرات ليس إلزاميًا ولا يتم تطبيقه بانتظام، ناس تسوق تحت تأثير الترامادول والحشيش والمواد المخدرة، ومعهم حياة ناس في عربيات أو أتوبيسات كاملة! أين الكشوف المفاجئة؟ أين العقوبات الحقيقية؟.
في آخر سنتين، زادت نسبة الوفيات الناتجة عن حوادث الطرق في مصر بشكل ملحوظ، شباب وأطفال وأسر كاملة يموتون كل يوم، وكأن الحادث أصبح "عاديًا، لكن ما ليس طبيعيًا هو أن الدولة لا تتحرك بسرعة.
أُطالب بالمحاسبة، لا بالمسكنات، الشارع ليس فقط وسيلة مواصلات، بل هو حياة وأمان وكرامة وحق، فالصيانة الفورية لكل الطرق المتهالكة أصبحت ضروريًة، كما أصبح فرض تحليل مخدرات دوري وإجباري لكل السائقين المحترفين، وتفعيل الرادارات والمراقبة الذكية على الطرق السريعة، ومحاسبة كل مسؤول عن الإهمال ومراجعة كل ملف فيه فساد أو تغاضٍ.
نداء إلى السيد وزير النقل والحكومة المصرية، كفاية دم على الأسفلت ووضع خطة قومية لحماية حياة المصريين من خطر الحوادث اليومية.
لكل أم فقدت ابنها أو ابنتها، لكل أب أو أم ماتوا في طريقهم للعمل، لكل طفل فقد أسرته في لحظة: "حقكم لن يضيع".