رئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد علي
ads

طيران الإمارات تضغط على إيرباص وبوينج لتطوير طائرات أكبر من الجيل القادم

السبت 11/أكتوبر/2025 - 01:34 م
الحياة اليوم
محمود السعدي
طباعة

في خطوة جديدة تسلط الضوء على مستقبل صناعة الطيران التجاري، كشف السير تيم كلارك، الرئيس التنفيذي لشركة طيران الإمارات، عن توجه الشركة نحو الضغط على شركتي إيرباص وبوينج لتطوير طائرات جديدة أكبر حجمًا وأكثر كفاءة من الجيل القادم، بهدف سد الفجوة التي تركتها طائرة إيرباص A380 بعد توقف إنتاجها.

وأوضح كلارك أن طيران الإمارات تخطط للإبقاء على أسطول طائرات A380 في الخدمة حتى عام 2041 على الأقل، مؤكدًا أن هذه الطائرة لا تزال تشكل العمود الفقري للرحلات ذات الكثافة العالية، لكن صيانتها وتوفير قطع غيارها سيشكلان تحديًا متزايدًا خلال السنوات القادمة.

منذ إطلاقها في العقد الأول من الألفية، كانت الـ A380 رمزًا للرفاهية في السفر الجوي وأكبر طائرة ركاب في العالم. إلا أن توقف إنتاجها جعل العديد من شركات الطيران، وعلى رأسها طيران الإمارات، تبحث عن بدائل توفر السعة المقعدية العالية ذاتها.

وتمثل خطوط مثل دبي – لندن هيثرو نموذجًا للطرق الجوية الأكثر ازدحامًا في العالم، حيث تحتاج الشركات إلى طائرات ضخمة لنقل أكبر عدد ممكن من المسافرين دون زيادة عدد الرحلات أو الضغط على البنية التحتية للمطارات.

وأشار كلارك إلى أن الطائرات الحالية مثل Airbus A350-1000 وBoeing 777X لا تزال صغيرة نسبيًا من حيث السعة، ولا يمكنها تلبية الطلب على الخطوط عالية الكثافة بنفس كفاءة A380 ، ولهذا، فإن الحاجة إلى طائرة جديدة تجمع بين الحجم الكبير والكفاءة الاقتصادية باتت ضرورة استراتيجية، وليس ترفًا.

رغم التحديات، أكدت طيران الإمارات عزمها على مواصلة تشغيل طائرات A380 لأطول فترة ممكنة، على الأقل حتى عام 2041، مع إجراء تعديلات وتحديثات مستمرة للحفاظ على تنافسيتها.

ومع ذلك، تواجه الشركة عدة صعوبات، أبرزها:

  • الصيانة والدعم الفني: توقف إنتاج العديد من مكونات الطائرة يجعل تأمين قطع الغيار أمرًا صعبًا ومكلفًا.
  • تجديد المقصورات الداخلية: للحفاظ على تجربة الركاب المميزة، تخطط الشركة لتجديد التصميم الداخلي بشكل دوري، خاصة في الدرجتين الأولى ورجال الأعمال.
  • ارتفاع تكاليف التشغيل: بالمقارنة مع الطائرات الحديثة الأصغر حجمًا، تستهلك الـ A380 كميات أكبر من الوقود وتتطلب موارد تشغيلية أكبر.

ويرى كلارك أن استمرار تشغيل هذه الطائرة يمثل مرحلة انتقالية ضرورية لحين تطوير جيل جديد من الطائرات العملاقة التي يمكنها أن تقدم نفس السعة، ولكن بكفاءة تشغيلية أعلى.

حثّ كلارك شركة إيرباص على دراسة تطوير نسخة موسعة من A350-1000 بسعة أكبر لتلبية احتياجات الخطوط المزدحمة، أو إعادة النظر في إنتاج نسخة محدثة من A380 بقدرات محسّنة تحت اسم “A380neo”، تعتمد على محركات جديدة أكثر كفاءة واستهلاكًا أقل للوقود بنسبة قد تصل إلى 25%.

كما دعا إلى إعادة تصميم بعض عناصر الهيكل لزيادة عدد المقاعد دون التأثير على راحة الركاب أو الأداء الديناميكي للطائرة، مؤكدًا أن السوق العالمي لا يزال بحاجة إلى طائرة بهذا الحجم لتلبية الطلب المتزايد على السفر الدولي.

في المقابل، وجّه كلارك طلبًا مماثلًا إلى شركة بوينج لتطوير نسخة مطوّلة من طراز 777X يمكنها أن تنافس الـ A380 من حيث السعة.
فالنسخة الحالية من 777-9 تستوعب نحو 346 راكبًا فقط، بينما تحتاج طيران الإمارات إلى طائرة تتجاوز هذا الرقم بشكل ملحوظ لتلبية متطلبات الرحلات الطويلة والمكتظة.

واقترح كلارك فكرة إطلاق نسخة جديدة تحت مسمى Boeing 777-10 تكون أطول هيكليًا وأكثر قدرة على استيعاب الركاب، مع تحسين كفاءة المحركات والأداء الجوي لتتناسب مع متطلبات المستقبل.

ورغم ضغط طيران الإمارات، لم تُبدِ شركتا إيرباص وبوينج استعدادًا فوريًا لتطوير طائرات فائقة السعة جديدة.
إذ يرى خبراء الصناعة أن مثل هذه الخطوة تتطلب استثمارات ضخمة وأبحاثًا طويلة الأمد لتطوير هياكل جديدة ومحركات أكثر كفاءة، كما تحتاج إلى طلب سوقي عالمي قوي لتبرير التكلفة.

ففي السنوات الأخيرة، اتجهت معظم شركات الطيران نحو الطائرات المتوسطة الحجم بعيدة المدى، التي توفر مرونة أكبر في التشغيل وكفاءة وقود أعلى، مثل Boeing 787 Dreamliner وAirbus A350، وهو ما يجعل فكرة العودة إلى الطائرات العملاقة محفوفة بالمخاطر من الناحية التجارية.

ومع ذلك، يرى العديد من المحللين أن شركات مثل طيران الإمارات، التي تعتمد على نموذج “الناقل العالمي عبر محور واحد”، قد تكون الدافع الحقيقي وراء ولادة جيل جديد من الطائرات العملاقة في المستقبل.

التحديات

  1. تكاليف التطوير المرتفعة لأي مشروع طائرة جديدة ستكون ضخمة جدًا.
  2. محدودية الطلب العالمي على الطائرات العملاقة يقلل من جدوى الإنتاج الواسع.
  3. تحديات البنية التحتية للمطارات في التعامل مع طائرات فائقة الحجم.
  4. ضرورة ابتكار محركات جديدة تتناسب مع هذه الطائرات وتكون أكثر صداقة للبيئة.

الفرص

  1. ميزة تنافسية واضحة لطيران الإمارات في الرحلات الطويلة والمزدحمة.
  2. خفض عدد الرحلات اليومية عبر سعة مقعدية أكبر دون التأثير على الكفاءة.
  3. تعزيز مكانة دبي كمركز عالمي للطيران من خلال الاعتماد على أسطول حديث ضخم السعة.
  4. تحفيز الابتكار الصناعي لدى المصنعين عبر دفعهم نحو تصميمات أكثر تطورًا.

مستقبل الطيران بين الطموح والواقع

ما تطالب به طيران الإمارات ليس مجرد حلم تجاري، بل رؤية استراتيجية للمستقبل، إذ ترى الشركة أن العالم بحاجة إلى طائرات أكبر وأكثر كفاءة لتلبية الزيادة المستمرة في أعداد المسافرين الدوليين.

ومع أن الشركات المصنعة لا تُظهر حماسة فورية، إلا أن ضغط شركات الطيران الكبرى قد يدفع الصناعة مستقبلًا إلى العودة لعصر الطائرات العملاقة ولكن بتقنيات جديدة تراعي الاقتصاد في الوقود والاستدامة البيئية.

ومع اقتراب نهاية عمر A380 في الأسواق العالمية، تبقى الإمارات مصممة على أن تكون رائدة المرحلة التالية من تطور الطيران التجاري، في سباق لا يقتصر على الأجنحة والمحركات، بل يمتد إلى مستقبل السفر الجوي ذاته.


                                           
ads
ads
ads