مصر تدخل عصر «التاكسي الطائر» رسميًا.. أول خدمة نقل جوي ذكي بالتعاون مع “طيران أبوظبي”

في خطوة تُعد نقلة نوعية في عالم النقل والمواصلات، أعلنت شركة طيران أبوظبي الإماراتية، أكبر مشغل للطائرات العمودية في الشرق الأوسط، عن إطلاق أول خدمة “تاكسي طائر” في مصر، بالتعاون مع القوات الجوية المصرية.
لتصبح القاهرة أول مدينة خارج الإمارات تشهد تشغيل هذه التقنية المستقبلية، ما يفتح الباب أمام عهد جديد من التنقل الجوي الذكي داخل المدن المصرية.
نقلة نوعية في عالم النقل والسياحة
تستهدف المبادرة إحداث ثورة في منظومة المواصلات المصرية من خلال تقليص أوقات التنقل بين المدن والمناطق السياحية الرئيسية في زمن قياسي، مع تعزيز تجربة السفر الفاخر والسياحة الذكية.
وسيشمل المشروع في مراحله الأولى خطوطًا جوية تربط القاهرة الكبرى بمقاصد سياحية شهيرة مثل:
- الساحل الشمالي
- واحة سيوة
- الغردقة
- الأقصر
- سانت كاترين
وبحسب الخطة، فإن الرحلات ستوفر أزمنة انتقال تقل بأكثر من 70% عن الطرق البرية، ما يجعلها خيارًا مثاليًا لرجال الأعمال والسياح الباحثين عن الراحة والسرعة.
ما هو “التاكسي الطائر”؟
“التاكسي الطائر” هو مصطلح يطلق على الطائرات الكهربائية العمودية (eVTOL)، وهي مركبات جوية مبتكرة قادرة على الإقلاع والهبوط عموديًا مثل المروحيات، لكنها تعمل بالطاقة الكهربائية النظيفة 🔋، وتصدر ضوضاء منخفضة جدًا، ما يجعلها آمنة وصديقة للبيئة.
تتميز هذه الطائرات بأنها:
- تعمل ببطاريات عالية الكفاءة.
- لا تحتاج إلى مدارج تقليدية للإقلاع.
- يمكنها التحليق بسرعات تصل إلى 300 كم/س.
- تُستخدم داخل المدن دون تأثير على البيئة أو السكان.
وتُعد هذه التقنية جزءًا من التحول العالمي نحو النقل الذكي والمستدام، حيث تتجه كبرى الشركات إلى الاستثمار في الطيران الكهربائي لتقليل الانبعاثات الكربونية وتحسين الكفاءة.
مواقع التشغيل الأولى في مصر
ستعمل الخدمة من خلال مهابط مخصصة تعرف باسم Vertiports، تم توزيعها في مواقع استراتيجية لتسهيل الوصول وربط أهم مناطق العاصمة والمدن السياحية، وتشمل:
- مطار ألماظة – نقطة التشغيل الرئيسية.
- الشيخ زايد – لخدمة سكان غرب القاهرة.
- العاصمة الإدارية الجديدة – مركز الأعمال الحكومي الجديد.
- منطقة الأهرامات – لدعم السياحة التاريخية.
- الساحل الشمالي والبحر الأحمر – لخدمة الوجهات الترفيهية والساحلية.
وسيتم تشغيل الطائرات بقدرات تتراوح بين راكبين إلى 6 ركاب حسب الطراز، مع وجود طيار آلي ونظام ملاحة ذكي لضمان أعلى معايير الأمان والسلامة.
الأسعار المبدئية للرحلات
بحسب التقديرات الأولية، ستكون أسعار الرحلات الترويجية كالتالي:
- من ألماظة إلى العاصمة الإدارية: 300 دولار للفرد.
- من ألماظة إلى الشيخ زايد: 350 دولارًا للفرد.
- زيارة الأهرامات من القاهرة: 200 دولار للفرد.
- من الغردقة إلى الأقصر: 1500 دولار.
- من شرم الشيخ إلى سانت كاترين: 900 دولار.
- من القاهرة إلى واحة سيوة: 1500 دولار.
وستكون هذه الأسعار موجهة في البداية للسياحة الفاخرة ورجال الأعمال، على أن تنخفض تدريجيًا مع توسّع نطاق التشغيل وتزايد عدد الطائرات.
زمن الرحلات المتوقّع
سيحدث المشروع ثورة في أزمنة التنقل الداخلي داخل مصر، حيث يمكن تنفيذ الرحلات في أوقات قياسية مقارنة بالمواصلات التقليدية:
- القاهرة ➜ الساحل الشمالي: 60 دقيقة فقط.
- القاهرة ➜ واحة سيوة: 90 دقيقة فقط.
- القاهرة ➜ الأهرامات: 10 دقائق فقط.
ما يعني أن المسافات الطويلة داخل مصر يمكن اختصارها إلى رحلات قصيرة وفاخرة تربط بين الوجهات السياحية والمناطق الاستثمارية الكبرى.
مصر تنضم لنادي الدول المشغّلة للتاكسي الجوي
بهذا المشروع، تدخل مصر رسميًا نادي الدول الرائدة في مجال النقل الجوي الذكي، إلى جانب مجموعة محدودة من الدول المتقدمة التي تبنّت هذه التقنية الحديثة:
- دبي: تستعد للتشغيل التجاري عام 2026 بالشراكة مع شركة Joby Aviation.
- أبوظبي: أجرت اختبارًا ناجحًا في مطار البطين الدولي.
- السعودية: وقّعت اتفاقًا مع شركة EHang الصينية ضمن رؤية 2030.
- مصر: أول دولة إفريقية تُدخل الخدمة فعليًا على أرض الواقع.
بهذا الإنجاز، تصبح القاهرة أول مدينة إفريقية تستضيف التاكسي الجوي، مما يعزز مكانتها كمركز إقليمي للابتكار والنقل المستدام في القارة.
أثر اقتصادي وسياحي ضخم
يمثل مشروع “التاكسي الطائر” قفزة استراتيجية للاقتصاد المصري وقطاع السياحة على وجه الخصوص، حيث يفتح الباب أمام استثمارات ضخمة في البنية التحتية للنقل الجوي الذكي.
ومن أبرز آثاره المتوقعة:
- تخفيف الضغط على الطرق والمطارات، خاصة في المواسم السياحية.
- تعزيز السياحة الفاخرة وجذب شرائح جديدة من السياح.
- تحسين صورة مصر عالميًا كدولة تتبنى التقنيات النظيفة والمستقبلية.
- توفير فرص عمل جديدة في مجالات الصيانة والتشغيل والخدمات الجوية.
- زيادة الدخل القومي من خلال رحلات النقل الداخلي الفاخرة.
كما يسهم المشروع في دعم رؤية مصر 2030 للتحول الرقمي وخفض الانبعاثات الكربونية وتحسين جودة الحياة داخل المدن.
خلف الكواليس
تُعد شركة طيران أبوظبي من أعرق الشركات في المنطقة، إذ تأسست عام 1976 وتتخذ من مطار البطين في أبوظبي مقرًا لها، وتُعتبر المزود الرائد للطائرات العمودية والخدمات الجوية المتخصصة.
تمتلك الشركة شراكات استراتيجية مع شركات عالمية مثل Archer Aviation الأمريكية، وهي من أبرز مطوري الطائرات الكهربائية العمودية (eVTOL).
وتخطط “طيران أبوظبي” لتشغيل الخدمة تجاريًا في الإمارات عام 2026، على أن يتم نقل التجربة المصرية إلى مدن أخرى مثل الإسكندرية، الغردقة، وشرم الشيخ خلال الأعوام المقبلة.
المستقبل: مصر في طليعة النقل الجوي الذكي
إطلاق التاكسي الطائر في مصر ليس مجرد مشروع نقل جديد، بل هو إعلان دخول مصر إلى عصر جديد من النقل الذكي والمستدام.
فمع تطور البنية التحتية، وزيادة الطلب على حلول النقل السريعة والآمنة، ستتحول القاهرة ومدن مصر الكبرى إلى مراكز تشغيل للنقل الجوي الكهربائي في الشرق الأوسط وإفريقيا.
وتعمل الجهات المصرية بالتعاون مع الشركاء الإماراتيين على تطوير لوائح تنظيمية خاصة بالطيران منخفض الارتفاع لتسهيل تشغيل هذه الطائرات ضمن معايير الأمان الدولية.
مع دخول “التاكسي الطائر” إلى مصر، يبدأ فصل جديد من التحول التكنولوجي والبيئي في مجال النقل، يجعل من القاهرة مركزًا إقليميًا للابتكار الجوي، ويمنح السائح والمواطن تجربة تنقل غير مسبوقة بين المدن المصرية.