سبيريت إيرلاينز تعلن عن تقليصات جديدة وخروج من خمسة مطارات من يناير 2026
في خطوة جديدة تعكس حجم الضغوط المالية التي تواجهها، أعلنت شركة سبيريت إيرلاينز (Spirit Airlines) عن تنفيذ جولة إضافية من خفض التكاليف تشمل تسريح نحو 150 موظفًا من أصحاب الرواتب الثابتة، إضافة إلى إيقاف رحلاتها من وإلى خمسة مطارات رئيسية في الولايات المتحدة وكولومبيا ابتداءً من يناير 2026.
وتأتي هذه الإجراءات ضمن خطة إنقاذ واسعة تهدف إلى منع الشركة من الانهيار الكامل بعد إعادة تقديم طلب إفلاس بموجب الفصل 11 في أغسطس 2025.
أعلنت سبيريت أنها ستوقف عملياتها كليةً في المطارات التالية:
| الدولة | المطار | المدينة |
|---|---|---|
| الولايات المتحدة | St. Louis Lambert | سانت لويس |
| الولايات المتحدة | Phoenix Sky Harbor | فينيكس |
| الولايات المتحدة | Milwaukee Mitchell | ميلووكي |
| الولايات المتحدة | Greater Rochester | روتشستر |
| كولومبيا | Palonegro (BGA) | بوكارامانغا |
ويأتي هذا الإغلاق بعد شهور من مراجعة شبكة خطوط الشركة، التي كانت تعتمد سابقًا على التوسع العدواني وملء السوق برحلات منخفضة السعر.
كانت سبيريت قد بدأت قبل عامين بتخفيض حجم عملياتها تدريجيًا، إلا أن الوضع تفاقم مع الخسائر المتراكمة. فقد:
- انخفض أسطول الشركة إلى 132 طائرة فقط بعد أن كان يقترب من ضعف هذا العدد قبل الأزمة.
- تم إيقاف آلاف الطيارين وأطقم الضيافة عن العمل بشكل مؤقت (Furlough).
- تم إلغاء مئات الرحلات الموسمية وتخفيض برامج الإقلاع اليومية.
وتصف الشركة هذه السياسة بأنها “التقليص نحو الربحية”، وهي استراتيجية تعتمد على خفض حجم الأعمال بدرجة كافية لإعادة التوازن بين الإيرادات والتكاليف.
لكن خبراء الطيران يحذرون من أن الشركات منخفضة التكلفة لا تحقق الربحية إلا عبر الكثافة التشغيلية، وليس العكس. فكلما قلّت الرحلات، ارتفعت التكلفة التشغيلية للوحدة الواحدة، ما يعني أن التقليص يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية.
تتوقع سبيريت أن تتجاوز خسائرها 800 مليون دولار خلال العام المالي الجاري. ويُعزى جزء كبير من هذه الأزمة إلى:
- ارتفاع تكاليف الصيانة بعد مشاكل المحركات من طراز Pratt & Whitney GTF التي أثرت على أسطول A320neo لدى أكثر من شركة عالمية.
- المنافسة الشرسة من شركات أمريكية هجينة مثل JetBlue و Alaska Airlines، التي تقدم أسعارًا منخفضة مع مزايا أعلى.
- انحدار صورة العلامة التجارية لدى المسافرين، خاصة بعد سنوات من تقييمات منخفضة تتعلق بالراحة وسياسات الأمتعة والرسوم الإضافية.
وفي حين بدأت العديد من شركات الطيران الاقتصادية الأخرى، مثل Southwest و Ryanair و IndiGo، في التعافي بعد جائحة كورونا، لا تزال Spirit بعيدة عن العودة إلى نقطة التوازن.
إعادة الهيكلة بموجب الفصل 11 تمنح الشركة حماية مؤقتة من الدائنين، لكن لا تضمن النجاة. فالشركة تحتاج إلى:
- ضخ رأس مال إضافي
- إعادة التفاوض على عقود التأجير والصيانة
- تحسين تجربة المسافر لتغيير الانطباع السلبي
- توسيع الشبكة بطريقة مستدامة وليس عبر إغراق السوق
لكن الخطوات الحالية تسير عكس النهج التقليدي لشركات الطيران منخفضة التكلفة التي تعتمد على:
- كثافة عمليات عالية
- دوران سريع للطائرات
- أسعار تذاكر مغرية
- معدلات إشغال مرتفعة
وبالتالي، يرى محللون أن سياسة "التقليص" قد تكون مقامرة قد تنجح أو قد تؤدي إلى اندماج، بيع، أو خروج كامل من السوق.ر
خلال العقدين الماضيين، كانت شركات الطيران الاقتصادية (LCCs) هي القوة الأكبر من حيث التوسع والنمو في العالم. لكن مع التطورات الأخيرة:
- ارتفعت تكاليف الوقود والصيانة والعمالة
- أصبح المسافر يبحث عن قيمة أعلى وليس السعر فقط
- ظهرت شركات هجينة تقدم توازنًا بين التكلفة والخدمة
في هذا السياق، أصبحت Spirit في موقع ضعيف:
- لا تستطيع منافسة الأسعار كما كان سابقًا
- ولا تقدم تجربة مريحة تناسب العملاء الباحثين عن جودة أعلى
تقف Spirit Airlines اليوم أمام واحد من أصعب التحديات في تاريخها. فإما أن تنجح خطة إعادة الهيكلة وتعيد الشركة اكتشاف نموذجها التشغيلي بشكل جذري، أو يتواصل الانكماش ليقودها إلى اندماج اضطراري أو خروج تدريجي من السوق.
صناعة الطيران لا ترحم، والتأخر في اتخاذ القرار قد يعني السقوط الحر.