طيران الإمارات تحدث ثورة رقمية في تجربة السفر عبر المبنى 3 بمطار دبي الدولي
في خطوة تُجسد مستقبل السفر الذكي وتعزز ريادة دبي العالمية في التحول الرقمي، أعلنت شركة طيران الإمارات عن استثمار ضخم بقيمة 85 مليون درهم لتثبيت أكثر من 200 كاميرا متطورة مزودة بتقنية التعرف على الوجه (البيومترية) في مبنى الركاب رقم 3 بمطار دبي الدولي، لتتيح للمسافرين المرور بانسيابية تامة عبر جميع نقاط المطار دون الحاجة إلى إبراز جواز السفر أو بطاقة الصعود إلى الطائرة.
وأكدت «طيران الإمارات» في بيانها أن المشروع الجديد يأتي في إطار التزام الشركة بتطوير تجربة عملائها وتبسيط إجراءات السفر، من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي وتقنيات التعرف على الوجه في جميع مراحل الرحلة، بدءًا من إنهاء إجراءات السفر وحتى الصعود إلى الطائرة.
وستتيح التقنية الجديدة للمسافرين العبور السلس عبر نقاط الجوازات، والبوابات الأمنية، وصالات الانتظار، وبوابات الصعود للطائرات من دون الحاجة لتقديم أي وثائق ورقية أو إلكترونية، إذ سيتم التعرف عليهم تلقائيًا خلال ثوانٍ عبر الكاميرات البيومترية التي تم توزيعها في جميع أنحاء المبنى.
ويأتي هذا المشروع العملاق ضمن خطة شاملة تتبناها طيران الإمارات بالتعاون مع مطارات دبي والإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب لتطبيق منظومة متكاملة من الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في قطاع الطيران، بما ينسجم مع استراتيجية دبي الذكية 2030.
وبحسب الشركة، فإن هذه المبادرة تعدّ الأولى من نوعها على مستوى المنطقة من حيث النطاق والتكامل، وتهدف إلى تحويل تجربة السفر إلى رحلة رقمية بالكامل، تقلل الوقت المستغرق في نقاط التفتيش، وترفع كفاءة التشغيل في المطار بنسبة تتجاوز 40%.
وأكدت «طيران الإمارات» أن أنظمة التعرف على الوجه الجديدة تخضع لأعلى معايير الأمن والخصوصية، حيث تُخزّن البيانات بطريقة مشفرة وآمنة وفق القوانين الإماراتية والدولية لحماية المعلومات الشخصية.
وأوضح متحدث رسمي باسم الشركة أن النظام يعتمد على تقنية «التحقق المتعدد الطبقات» لضمان دقة التعرف على المسافرين ومنع أي استخدام غير مصرح به، مشيرًا إلى أن جميع البيانات البيومترية تُستخدم فقط لتسهيل إجراءات السفر، ولا تُشارك مع أي طرف خارجي دون موافقة العميل.
وكانت طيران الإمارات قد أجرت خلال الأشهر الماضية مرحلة تجريبية محدودة للنظام في بعض البوابات داخل المبنى 3، وحققت نجاحًا كبيرًا من حيث السرعة والدقة ورضا العملاء، حيث أظهرت النتائج أن المسافر يمكنه عبور جميع النقاط خلال أقل من 10 دقائق من لحظة دخوله إلى بوابة المطار وحتى وصوله إلى مقعده على متن الطائرة.
وبناءً على هذه النتائج الإيجابية، قررت الشركة تعميم التجربة على جميع الرحلات المغادرة من المبنى رقم 3، الذي يُعد مركز العمليات الرئيسي لطيران الإمارات، ويخدم ملايين المسافرين سنويًا عبر رحلاتها إلى أكثر من 150 وجهة حول العالم.
تعزز هذه الخطوة مكانة دبي كواحدة من أكثر المدن تطورًا في مجال السفر الذكي والتقنيات المبتكرة في المطارات، حيث تعد من أوائل المدن التي تبنت نظام الممرات الذكية والخدمة الذاتية الكاملة للمسافرين.
وقد أشاد خبراء الطيران العالميون بهذا التحول النوعي الذي تنفذه طيران الإمارات، معتبرين أنه يمثل نموذجًا رائدًا يُحتذى به عالميًا، خاصة في ظل المنافسة المتزايدة بين شركات الطيران الكبرى على تقديم تجارب رقمية سلسة ومؤتمتة بالكامل للمسافرين.
من جهته، قال عدنان كاظم، الرئيس التنفيذي للعمليات التجارية في طيران الإمارات، إن الشركة تضع راحة المسافرين في مقدمة أولوياتها، مؤكدًا أن هذا الاستثمار الجديد هو جزء من جهودها المستمرة لتقديم أفضل تجربة سفر ممكنة.
وأضاف:
"نهدف من خلال تقنيات التعرف على الوجه إلى جعل رحلة العميل أكثر راحة وسرعة وأمانًا، دون الحاجة إلى الوقوف في طوابير طويلة أو التعامل مع وثائق متعددة. إنها تجربة المستقبل التي نعمل على ترسيخها اليوم."
وأشار إلى أن طيران الإمارات ستواصل التعاون الوثيق مع الجهات الحكومية لتطوير مزيد من الحلول الرقمية المبتكرة التي تسهم في جعل مطار دبي الدولي أكثر المطارات كفاءة وذكاءً في العالم.
تأتي هذه المبادرة لتضيف إنجازًا جديدًا إلى سجل طيران الإمارات الحافل بالابتكار، بعد أن حصدت الشركة مؤخرًا لقب أفضل شركة طيران في العالم ضمن جوائز “Airline Ratings” لعام 2025، بفضل تميزها في الخدمات، الراحة، والتقنيات الرقمية.
كما تعكس هذه الخطوة فلسفة دبي القائمة على الابتكار والتكنولوجيا لخدمة الإنسان، وتجعل من المطار واجهةً متطورة تُجسّد رؤية الإمارات المستقبلية في أن تكون الوجهة الأولى للسفر الذكي عالميًا.